في عرفنا نحن البشر، من يصنع أي شيء يعرف ما يحتاجه هذا الشيء ليعمل على أكمل وجه، فكيف إذا كان الخالق هو الله سبحانه وتعالى الذي خلقنا ورزقنا وهو أعلم بما ينفعنا في الدنيا والآخرة لذا فقد أنزل القرآن وأرسل الأنبياء إلينا وفرض علينا شريعته وكلفنا لمصلحتنا ببعض الواجبات ومن ضمنها إقامة الصلاة ووعدنا بأن لنا على أدائها عظيم المكافآت. لأنّ الصلاة منفعة لنا في الدنيا والآخرة ولا تتعود فائدتها إلّا علينا، فالله هو الغني الحميد ونحن من نحتاجه وما فرضه علينا ما هو إلّا لينصلح حالنا في هذه الدنيا قبل فوات الأوان.
محتويات المقال
فوائد الصلاة في الدنيا:
فوائد الصلاة كثيرة جداً ولا تقتصر على جانبٍ واحد بل كانت شاملةً لكل المجالات والجوانب وكلما زادت الأبحاث في هذا الموضوع اكتشف الباحثون فوائد جديدة جمة للصلاة تؤثر على حياتنا ونشعر بأثرها علينا في واقعنا.
الصلاة والسلوك:
الإنساني الصلاة تهذب الإنسان وتضبط تصرفاته، ويكفي أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، هذا كله يصب في مصلحة الفرد والجماعة، وتخيّل معي لو كان المجتمع بكامله يصلي، فستكون أوقات الصلوات وما قبلها وما بعدها في معظمها خاليةً من الجرائم والمشاكل التي نراها اليوم في مجتمعاتنا.
منزلة الصلاة:
أعطى الإسلام الصلاة منزلة كبيرة فهي أول ما أوجبه الله من العبادات، كما أنها أول عبادة يحاسب عليها المسلم يوم القيامة وقد فرضت ليلة المعراج. قال أنس بن مالك: فرضت الصلاة على النبي ليلة أسرى به خمسين صلاة، ثم نقصت حتى جعلت خمساً، ثم نودى يا محمد إنه لا يبدل القول لدي، وإن لك بهذه الخمس خمسين [6] وقال عبد الله بن قرط منقولاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله.»[7] وعَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ: إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي جَلِيسًا صَالِحًا فَحَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ: الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ.» [8] وفي حديث عن الإمام جعفر الصادق: «…إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة»[9] وقد ذكرت الصلاة في القرآن في أكثر من موضع منها ما جاء في سورة المؤمنون: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وأيضاً في سورة الكوثر: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ وأيضاً في سورة الأعلى: وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى وأيضاً سورة طه: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}