فضل صيام الست من شوال عظيم، حيث إنه يعود على المسلم بكثير من الفوائد والمكافآت الربانية، وله أجر كبير عند الله عز وجل، ولهذا يجب على كل مسلم أن يحرص على صوم هذه الأيام، ولا ينجرف إلى أهوائه وشهواته بعد انقضاء شهر رمضان الكريم، وفي السطور التالية سوف نعرض لكم بعض من فضائل هذه الأيام فتابعونا.
فضل صيام الست من شوال
صيام الست من شوال بعد فريضة شهر رمضان سنة مستحبّة لكل مسلم، لكنها غير واجبة، وينصح المسلم بصيام ستة أيام في شوال لما لها من فضل وأجر عظيم كما ورد في الأحاديث التالية:
- صيام الست أيام من شهر شوال هو صيام تطوع، والتطوع هو من أحب الأعمال لله سبحانه وتعالى، لأنها دليل على حب المسلم لعباده الله وخوفه منه، والدليل على ذلك ما ورد في الحديث القدسي قال الله تعالى “وما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدي بِشيءٍ أحبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عليهِ، وما زالَ عَبدي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يسمعُ بهِ، و بَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بهِ، و يَدَهُ التي يَبْطِشُ بِها، و رِجْلَهُ التي يَمْشِي بِها، وإنْ سألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ“.
- الصيام هو فرصة عظيمة للتقرب من الله عز وجل، ويُعد من أصدق العبادات، لأنها تكون بين العبد وربه فقط، ولهذا فإن فضل صيام الست من شوال كبير.
- صيام الست من شوال له أجر كبير، ومن يصومه يأخذ أجر كأنه صام لمدة عام كامل، والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ“.
- إن الصيام في شهر شوال يُعد دلالة من الله عز وجل إنه تقبل صيام شهر رمضان، وذلك لأنه لا يقوم بأداء هذه الطاعة إلا من قُبلت من الطاعة الأولى.
- غالباً ما يضعف المسلم أمام أهوائه ورغباته بعد انتهاء شهر رمضان الكريم، ولهذا جاءت سنة صيام الست من شوال لكي تساعد المسلم في إتمام عباداته وعدم اقتراف الذنوب.
- صيام الست من شوال يكون تعويض لأي تقصير قام به المسلم أثناء شهر رمضان، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ النَّاسُ بِه يومَ القيامةِ من أعمالِهمُ الصَّلاة قالَ يقولُ ربُّنا جلَّ وعزَّ لملائِكتِه وَهوَ أعلمُ انظروا في صلاةِ عبدي أتمَّها أم نقصَها فإن كانت تامَّةً كتبت لَه تامَّةً وإن كانَ انتقصَ منها شيئًا قالَ انظُروا هل لعبدي من تطوُّعٍ فإن كانَ لَه تطوُّعٌ قالَ أتمُّوا لعبدي فريضتَه من تطوُّعِه ثمَّ تؤخذُ الأعمالُ علَى ذاكُم“.
- من فضل صيام الست من شوال إنه يساعد في حماية المسلم من الفتن والحفاظ على البيت والأهل والمال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ وجارِهِ، تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصَّوْمُ والصَّدَقَةُ، والأمْرُ والنَّهْيُ“.
- الصيام له فضل كبير والله يجزي الصائمين أجر عظيم، قال النبيّ عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربّه عزّ وجل “إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي“.
- الصيام يحمي المسلم من النار، فصيام يوم واحد في سبيل الله يبعد المسلم عن النار سبعين عام، والدليل على ذلك ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال “مَن صَامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا“.
- الصيام يكون أجره مضاعف عن أي عبادة أخرى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ“.