صلاة التراويح من السنن المؤكدة في رمضان، والتي يحرص المسلمون على أدائها طوال الشهر المبارك. إذا كنت تبحث عن كيفية أداء صلاة التراويح بالتفصيل، وعدد ركعاتها الصحيح، فستجد في هذا المقال دليل شامل يوضح خطواتها، فضائلها، وتوضيح الخلاف بين العلماء حول عدد ركعاتها، مما يساعدك على أدائها بخشوع وإخلاص، مع الاستفادة القصوى من ليالي رمضان المباركة واستغلالها لتحقيق الثواب العظيم والتقرب إلى الله.
محتويات المقال
كيفية أداء صلاة التراويح؟
صلاة التراويح تُؤدَّى بنفس الكيفية التي تُقام بها سائر الصلوات المفروضة والنوافل. يبدأ المصلي بالوضوء، ثم يستقبل القبلة في مكان طاهر، ويُكبِّر تكبيرة الإحرام لبدء الصلاة. بعد ذلك، يقرأ سورة الفاتحة، متبوعًا بما تيسر من آيات القرآن الكريم، دون اشتراط قراءة سور طويلة، إذ يمكن الاكتفاء بقراءة قصار السور.
ثم ينحني للركوع قائلًا: “سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ” ثلاث مرات، وبعد الرفع من الركوع يقول: “سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ“. بعد ذلك، يهوي إلى السجود ويقول: “سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى” ثلاث مرات، ثم يرفع رأسه من السجود ويدعو بقوله: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي“.
ثم يسجد مرة ثانية ويقول: “سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى” ثلاث مرات، وبعدها ينهض للركعة الثانية، ويؤدي فيها نفس الأفعال التي قام بها في الركعة الأولى. عند الانتهاء من السجود في الركعة الثانية، يجلس المصلي على ركبتيه ويقرأ التشهد الأخير، وصيغته المعروفة هي:
“التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”، ثم يسلم عن يمينه ويساره.
وقت صلاة التراويح
يبدأ وقت صلاة التراويح بعد الانتهاء من صلاة العشاء، حيث يمكن للمسلمين أداؤها فور الانتهاء من الصلاة وحتى قبيل طلوع الفجر. يمتد هذا الوقت طوال الليل، مما يتيح للمصلين أداء صلاة التراويح في أي وقت خلال هذه الفترة، بما في ذلك الساعات المتأخرة من الليل، بشرط أن يتم الانتهاء منها قبل دخول وقت صلاة الفجر.
عدد ركعات صلاة التراويح
لقد اختلف العلماء في تحديد عدد ركعات صلاة التراويح، منهم من يرى إنها إحدى عشر ركعة، ومنهم من يرى إنها عشرون ركعة، ومنهم من يرى إنها ستة وثلاثون ركعة وهو رأي الإمام مالك رحمه الله.
ويتم صلاة التراويح ركعتين وفقاً لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم “صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى“، ويمكن الإستراحة قليلاً بعد كل ركعتين حتى يستطيع المصلى تكملة عدد الركعات.
وقد ورد عن السيدة عائشة رضى الله عنها أن النبيّ صلى الله عليه وسلّم- صلّاها إحدى عشرة ركعة مع الوتر، فقد سأل أبو سلمة عائشة: (كيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا).
وفي النهاية يمكن أن يصلى المسلم ما تيسر له من الركعات، وذلك لأن صلاة التراويح من السنن المستحبة وليست فرض، فيمكن أن يصلى المسلم ركعتين فقط أو أربع ركعات حسب ما تيسر له في يومه.
شاهد أيضًا: دليل الاعتكاف في شهر رمضان
القراءة في صلاة التراويح
يمكن للمسلم أداء صلاة التراويح بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، ولا يشترط أبداً قراءة السور القرآنية الكبيرة، حيث لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم مقدار محدد من القراءة في صلاة التراويح.
فَضل صلاة التراويح
أجمع علماء الإسلام على أن صلاة التراويح سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي تصلي في كل ليلة من ليالي رمضان، ومما جاء في فضل صلاة التراويح في شهر رمضان الكريم أنها سبب في مغفرة الذنوب، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: “مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ“.
وكذلك من صلى مع الإمام وبقي معه حتى ينصرف كتب الله تعالى له أجر قيام الليل، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ فإنَّهُ يعدلُ قيامَ ليلةٍ“.
شاهد أيضًا: أدعية يومية لشهر رمضان
في الختام، فإن معرفة كيفية أداء صلاة التراويح وعدد ركعاتها الصحيح يساعدنا على أداء هذه السنة العظيمة بخشوع وإتقان. من خلال الالتزام بما ورد في السنة والاستفادة من فضائلها، نعيش ليالي رمضان بقلوب عامرة بالإيمان، وننال الأجر والثواب العظيم من الله تعالى.