حكمة الله من ابتلاء الإنسان بالمرض

المرض

يتساءل كثير من الناس ما هي حكمة الله من ابتلاء الإنسان بالمرض، ولماذا خلق الله الأمراض ليُصاب بها الإنسان، والحقيقة إن هناك سبب كبير لهذا الأمر، فقد خلقنا الله سبحانه وتعالى من أجل أن نعبده ومن أجل أن نعمر الأرض، وأثناء هذا لابد أن يُصيب الإنسان بالأقدار التي كتبها الله عليه ليخفف من ذنوبه، وفي السطور القادمة سوف نعرف حكمة الله من الابتلاء بالمرض فتابعونا.

حكمة الله من ابتلاء الإنسان بالمرض

إن الله تعالى له الحكمة في كل ما يحدث للإنسان في حياته. لذلك فإن البلاء بالمرض له حكمة ونفع كبير، كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة التي نقلها كبار علماء الإسلام والمفسرين، لتصل إلينا، ومن هذه الأحاديث ما يلي:

  • حكمة الله من ابتلاء الإنسان بالمرض تكون لأمرين، أما تكفير سيئات الإنسان التي يقوم بها في حياته، أو لرفع درجة الإنسان في الجنة، وذلك لأن الصبر على المرض والتوكل على الله يزيد من حسنات المسلم، وقال ابن كثير رحمه الله “هذه تذكرة لمن ابتلي في جسده، أو ماله، أو ولده، فله أسوة بنبي الله أيوب؛ حيث ابتلاه الله بما هو أعظم من ذلك فصبر واحتسب، حتى فرج الله عنه“.
  • والله سبحانه وتعالى لابد أن يبتلي عبده المؤمن ليختبر إيمانه، والمرض يُعد نوع من الابتلاءات التي يبتلي بها الإنسان، قال الله تعالى في سورة ص “وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ“.
  • كما إن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد ابتلي بالمرض وهو سيد الأولين والآخرين، والدليل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال “دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، فَمَسَسْتُهُ بيَديِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ»، فَقُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَجَلْ»“.

وصايا لمن ابتلاه الله بالمرض

بعد معرفة حكمة الله من ابتلاء الإنسان بالمرض نوضح لكم بعض الوصايا التي يجب على كل إنسان مبتلى أن يتبعها، وهي:

  • عدم اليأس من الشفاء وطلب الشفاء من الله عز وجل، حيث قال تعالى في سورة يوسف “إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ“.
  • يجب على المريض أن يحسن الظن بالله عز وجل، ويعلم إن مرضه في ميزان حسناته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ شَرًّا فَلَهُ“.
  • قراءة الرقية الشرعية لعلاج المرض، واتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وقول الأدعية التي كان يرددها صلى الله عليه وسلم ومنها “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ الْبَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا“.
  • على المريض أن يكثر من ذكر الله عز وجل ليرفع عنه ابتلاء المرض، قال الله تعالى في سورة النمل “أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ“.
  • الصبر على المرض واحتساب أجر الصبر لله عز وجل، والبُعد عن السخط على أقدار الله، والإيمان إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، والدليل على ذلك ما رواه الترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال “قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ“.

قد يهمك أيضًا: أدعية للمريض للشفاء العاجل

وفي الختام يجب أن نتذكر إن حكمة الله من ابتلاء الإنسان بالمرض لها أهداف كثيرة، ومنها: الابتلاء لتكفير ذنوبهم ورفع درجاتهم، أو استعتاب العباد لعلهم يرجعون، أو يعاقبهم ويهلكهم بسبب خطاياهم، لذلك يجب على الإنسان أن يستغفر ويتوب وأن يتقرب إلى الله تعالى بالدعاء والصبر على قضائه والاحتساب فيه.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

X