بحث عن ملك حفني ناصف الأديبة والكاتبة المصرية التي لقبت بـ “باحثة البادية“، وهي أحد الدعاة لتحرير وإنصاف المرأة والإصلاح الاجتماعي في بداية القرن العشرين، كما أنها من معارضي الاستعمار البريطاني في مصر وأطلق اسمها على عدة شوارع ومؤسسات مصرية، سنتعرف في مقالتنا اليوم معلومات عن ملك حفني ناصف وأهم مؤلفاتها ودورها في المجتمع المصري.
محتويات المقال
من هي ملك حفني ناصف؟
كاتبة ومفكرة مصرية وهي أول من دعت لتحرير المرأة ومساواتها بالرجل، ولدت بحي الجمالية في القاهرة عام 1886م وهي ابنة الشاعر وأستاذ اللغة العربية حفني ناصف القاضي بالاضافة إلى أنها أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الابتدائية عام 1900، تزامن يوم ولادتها مع زفاف الأميرة ملك والأمير “حسين كامل” الذي أصبح سلطانًا فسماها والدها باسم الأميرة (ملك)، نشأت في بيت علم وتلقت عناية شديدة من والدها لما رأه فيها من نبوغ وذكاء.
زواج ملك حفني ناصف
تزوجت ملك عام 1907 من شيخ العرب عبد الستار بك الباسل أحد أعيان الفيوم، وعاشت بقصره وتأثرت بالفيوم وعاداتها مما أطلق عليها اسم باحثة البادية، يشاء القدر أن تعيش ملك حفني حياة مليئة بالاحزان حيث مر عدة سنوات على زواجها دون أن تنجب مما جعلها تعيش مأساة المرأة العاقر في تلك المجتمعات، حيث تعرضت للعديد من السخرية والاستخفاف وجرح الكرامة، شعرت ملك بالصدمة تلك الفترة وزاد حزنها ومعانتها عندما أعاد زوجها زوجته السابقة والتي طلقها قبل زواجه منها وقد أنجب منها بنتاً.
عاشت ملك حفني ناصف تلك المعاناة سبع سنين مما دفعها للتعبير عن حزنها بالكتابة، حيث كانت مؤلفاتها تعكس تجربتها الشخصية، واتجهت ملك للدفاع عن حقوق المرأة وحريتها في المجتمع والعديد من القضايا المتعلقة بالطلاق وعدم الإنجاب، اكتشفت ملك ان مشكلة عدم الإنجاب ترجع لزوجها وليس لها دخل بها وذلك على يد إحدى كبار أطباء النساء، حيث أكد الطبيب أن زوج ملك خضع لعملية جراحية بعد إنجابه لابنته الأولى تسببت في عدم إنجابه مرة أخرى، شعرت ملك حفني بالحزن والألم الشديد لأنها فقدت الأمل ان تصبح أماً في يوم من الأيام.
أعمال وانجازات ملك حفني
استطاعت تأسيس عدة جمعيات تخدم المجتمع المصري والمرأة بشكل خاص، إليكم أهم أعمال ملك حفني:
- جمعية الاتحاد النسائي التهذيبي: كانت تضم تلك الجمعية العديد من النساء المصريات والعربيات وبعض السيدات من الدول الأجنبية وكانت تهدف تلك الجمعية لإصلاح المرأة وتوجيهها نحو الصواب والاهتمام بشؤونها الخاصة.
- جمعية التمريض: حيث كانت تعمل على إرسال الأدوية والمستلزمات الطبية والأغذية للمناطق المتضررة بالدول العربية أطلق عليها فيما بعد جمعية (الهلال الأحمر).
- مدرسة لتعليم التمريض: اقامت ملك حفني ناصف بمنزلها مدرسة تعلم الفتيات التمريض وإغاثة المصابين.
- مشغل للفتيات: شرعت ملك في إنشاء مشغل ليعمل به الفتيات والسيدات التي تعول وقررت منح 35 فدان لتلك المشروع ولكنها توفيت دون اكمال هذا العمل.
كتب ومقالات ملك حفني ناصف
بدأت ملك حفني بتدوين مقالاتها في صحيفة المؤيد ثم توالت أعمالها في الجريدة، قامت ملك بتجميع مقالاتها في كتاب مكون من جزأين يحمل اسم “النسائيات” وتم نشر الجزء الأول منه الذي يضم 24 مقالاً وقصيدة وخطبتين وذلك عام 1910 ولكن الجزء الثاني مازال محفوظ حتى الآن لم يتم نشره، كما أن لها كتاب أخر بعنوان “حقوق النساء” ولكنها توفيت قبل الانتهاء منه.
قصائد ملك حفني
لها العديد من القصائد التي تؤازر المرأة العربية وتناقش قضايا تخص المجتمع والاسرة وضرورة تعليم الفتاة دينها الإسلامي وجعل التعليم لهن إلزمياً، إليكم بعض أسماء قصائد ملك ناصف:
- رأيي في الحجاب
- تعدوا العوادي
- خير النساء
- أسلم أبي
- قانون مطبوعات جائر
ملك حفني ناصف والحجاب
في تلك الفترة كان العديد من الصراعات بين دعاة خلع الحجاب وأنصاره واشتبك في المعركة العديد من أقطاب الفكر والأدب وأثار تلك الضجة كتاب قاسم أمين (تحرير المرأة)، فكان لملك دور حيث نزلت على الساحة متسلحة بثقافتها وتعليمها وإلمامها بمبادئ الشرع وأحكامه.
وكان لها كلمة مأثورة في هذا الموقف حيث قالت “أَن الْأُمَم الأوروبِّيَّة قَد تَسَاوَتْ فِي السفور وَلَمْ يَكُنْ تَقَدُّمِهَا فِي مُسْتَوًى وَاحِد فَمِنْهَا الْأُمَم الْقَوِيَّة ، وَمِنْهَا الْأُمَم الضَّعِيفَة فَلِمَاذَا لَم يسوّ السفور بَيْنَهَا جَمِيعًا فِي مِضْمَار التَّقَدُّم إذَا كَانَ هُوَ الْأَسَاس للرقي الحَضَارِيّ كَمَا يَزْعُمُ هَؤُلَاء” ونشرت قصيدتها المعروفة رأيي في الحجاب.
مقطع من قصيدة (رأيي في الحجاب)
أيسوؤكم منا قيام نذيرة … تحمي حماكم من بلاء محدق
أيسركم أن تستمر بناتكم … رهن الإسار ورهن جهل مطبق
وفاة ملك حفني ناصف
توفيت ملك حفنى ناصف بالحمى الإسبانية عام 1918م عن عمر يناهز 32 عاماً بالقاهرة ودفنت بمقابر الأسرة وشيعت جنازتها العديد من السيدات وعلى رأسهم هدى سلطان شعراوي، وقد كانت ملك حفني ناصف أول سيدة يقام حفل تأبين لها حيث أقيم بجامعة القاهرة ورثاها عدة الشعراء بالقصائد منهم حافظ إبراهيم وخليل مطران وايضاً الكاتبة مي زيادة.