أحمد عرابي هو من اهم الشخصيات المصرية القوية، العظيمة حيث أنه زعيم من أصل مصري، كما أنه قائد عسكري ماهر في الكتابة مما سهل عليه تعيينه ضابط بدرجة أمين بلوك كما أنه تم تعيينه في عدة مناصب مختلفة، واطلق عليه المصريين لقب زعيم الثورة العرابية نظراً لما تبناه من أفكار حول الثورة تعرف أكثر عليه وعن حياته من خلال هذا البحث.
محتويات المقال
نشأة الزعيم أحمد عرابي
هو من مواليد عام 1841 من شهر مارس، واسمه بالكامل “أحمد محمد عرابي محمد وافي محمد غنيم عبد الله الحسيني”، وُلد في قرية “رزنة” في محافظة الشرقية، والدته هي فاطمة بنت السيد سليمان وشقيقه الأكبر منه يدعى محمد، كما أن لديه شقيقان أصغر منه وهما عبد العزيز وعبد السميع.
ومن المعروف أن الزعيم أحمد عرابي هو ينتمي إلى نسل الإمام موسى الكاظم وهو بدوره يتبع سلالة الإمام علي ابن أبي طالب ابن فاطمة الزهراء، وكان والده هو عمدة القرية وهو من قام بتعليمه وتدريبه حتى أصبح على درجة عالية من المعرفة بالقيام بالعمليات التي تخص الحسابات والكتابة وبالفعل تمكن بشكل كبير من تعلم القراءة والكتابة وكذلك أهم أسس القواعد الحسابية، ولقد توفى والده نتيجة إصابته بمرض الكوليرا.
حياة الزعيم أحمد عرابي
لقد تمكن عرابي من تعلم القرآن الكريم، وفي عمر الثامنة من عمره التحق بالجامع الأزهر، وبالفعل ذهب إلى القاهرة وفي خلال فترة أربع سنوات تمكن من حفظ القرآن الكريم كما تعلم الكثير عن الفقه والتفسير، بعد ذلك توفى والده وقتها وتكفل شقيقه الأكبر بمصاريف تعليمه بدلاً عن والده.
حياته العسكرية
في ظل عهد الخديوي سعيد تمكن الزعيم أحمد عرابي من الالتحاق بالخدمة العسكرية وقتها ونظراً لقدرته الفائقة في الكتابة والعمليات الحسابية فقد تم تعيينه برتبة أمين بلوك كضابط صف وبعد نهاية الخدمة فهو استطاع الحصول على رتبة ملازم ثاني بعدها تمكن أن يصبح قائد مقام وهو عمره عشرين عام، بعدها حصل على رتبة نقيب واستطاع عرابي المشاركة في العديد من الحروب وكانت في عهد الخديوي إسماعيل في الحبشة حتى تم ترقية أحمد عرابي إلى رتبة أميرالاي وهي تكافئ رتبة عقيد.
الثورة العرابية
هي الثورة التي قد قادها الزعيم أحمد عرابي في عام 1880 حتى عام 1882 وتلك الثورة كانت ضد الخديوي توفيق والأوربيين ومن أهم أسباب الثورة العرابية ما يلي:
- صدور قانون التصفية لعام 1880 مما أدى إلى زيادة التدخل الأجنبي في شئون مصر الداخلية والخارجية.
- عودة نظام المراقبة الثنائية من انجلترا وفرنسا والتي استقدمتها مصر لحل أزمة الدول الدائنة بعد تراكم الديون على مصر.
- الانحياز المبالغ فيه الذي اتبعه عقمان رفقي الشركسي للضباط الأتراك والشراكسة بالإضافة إلى سياسته الظالمة في التعامل مع الجنود المصريين.
- انتشار وزيادة الوعي الوطني لدى المواطنين المصريين.
- سوء الأحوال الاقتصادية بسبب تخصيص جزء من العائد لتسديد الديون للدول الدائنة.
- استخدام الشدة والعنف التي لجأ إليها رياض باشا ضد المصريين.
- المعارضة في الاستجابة لتشكيل مجلس شورى النواب.
نتيجة لذلك التف عدد كبير من المصريين والضباط الأحرار حول الزعيم أحمد عرابي واتجهوا إلى قصر عابدين لمطالبة الخديوي توفيق بالاستجابة لمطالبهم ورفع الظلم عنهم في تجمع لم يسبق له مثيل ودخلوا إلى ساحة ميدان عابدين لعرض مطالبهم، قام الخديوي توفيق برفض مطالبهم وقال لهم: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا.
استفزت هذه الجملة المناضل أحمد عرابي ورد قائلاً: لقد خلقنا الله أحراراً، ولم يخلقنا تراثاً أو عقاراً ،فوالله الذي لا إله إلا هو، أننا لا نُورَّث، ولا نُستعبد بعد اليوم.
لم يستطع الخديوي توفيق مقاومة الغضب المنبعث من وجوه الثائرين وقد وافق على مطالبهم وتم تعين أحمد عرابي ناظراً للجهادية وإلزامه بحماية الوطن بوزارة البارودي وبتغير الوزارة تم عزل أحمد عرابي ولكن عاد بناءً على طلب جماهيري وشعبي.
أسباب فشل الثورة العرابية:
- خيانة الخديوي توفيق وتواطئه مع إنجلترا وفرنسا.
- خيانة بعض بدو الصحراء ودعمهم للإنجليز.
- خيانة دليسيبس وإقناع عرابي بعدم ضرورة سد قناة السويس لصد العدوان.
- اعلان السلطان العثماني تمرد عرابي في وقت حرج أدى إلى انسحاب الكثير من المؤيدين له.
- عنصر المفاجأة الذي اتخذته بريطانيا لإيقاع عرابي في فخها والقبض عليه.
قصف الإسكندرية
في العاشر من شهر يوليو لعام 1882 وجهت بريطانيا إنذار للخديوي توفيق إما بتسليم قلعة الإسكندرية أو القصف وقد انتهز الخديوي هذه الفرصة للتخلص من أحمد عرابي وقام بتشجيعه للوقوف أمام هذا العدوان والتصدي له ونتيجة لذلك لم يستجب عرابي لمطالب بريطانيا وتم قصف الإسكندرية في الثاني عشر من الشهر ذاته فاضطر عرابي لسحب قواته والتحصن بمدينة كفر الدوار.
قام الخديوي بإعلان عرابي متمرداً واحتمى الخديوي ببريطانيا ثم بعد ذلك ارسل إلى عرابي للحضور بقصر رأس التين والمثول امام طلباته وأن يسير على خطاه ولكن رفض عرابي الانصياع إلى أوامره وبعث ببرقيات إلى جميع أنحاء البلاد يثبت فيها خيانة توفيق وانحيازه لبريطانيا وطلب من رئيس الجهادية تجميع موافقات من الأعيان والمراتب الكبرى بالدولة بالموافقة على الوقوف أما الخديوي توفيق ومعاضة سياسته وما كان من الخديوي إلا أن قام بعزله من منصبه وتعيين عمر لطفي وباجتماع الأعيان وشيوخ الأزهر تم وقف تنفيذ هذا القرار باعتبار أن توفيق قد خرج عن حدود الدين الحنيف والشرع في اتخاذ قراراته ضد احمد عرابي.
معركة التل الكبير
في الثالث عشر من سبتمبر عام 1882 قامت قوات الإنجليز بمفاجأة القوات المصرية وقامت بالهجوم عليها في العاشرة والنصف صباحاً وتم إلقاء القبض على أحمد عرابي في معركة التل الكبير وتم محاكمة عرابي وحكم عليه بالإعدام ثم تم تخفيف الحكم إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب أو مدينة سيلان الآن.
وفاة أحمد عرابي
عاد أحمد عرابي إلى مصر مرة أخرى بعد 20 عام من نفيه وتوفى في الحادي عشر من شهر سبتمبر عام 1911 في مدينة القاهرة.