متى ينتهي وقت ذبح الأضحية وما أفضل وقت للنحر؟

الأضحية

متى ينتهي وقت ذبح الأضحية؟ يتساءل الكثير من المسلمين عن التوقيت الشرعي لذبح الأضاحي في عيد الأضحى المبارك. فقد شرع الله سبحانه وتعالى هذه الشعيرة العظيمة وحدد لها أوقاتاً معينة يجب الالتزام بها. وتعد معرفة الوقت الصحيح للنحر من الأمور المهمة التي يحتاج إليها كل مسلم يريد أداء هذه السنة النبوية على الوجه الأكمل. فما هي بداية ونهاية وقت الذبح؟ سنتعرف على كل هذه التفاصيل في هذا المقال.

متى ينتهي وقت ذبح الأضحية؟

يمتد وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، الموافق لليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة. وقد ثبت هذا التوقيت في السنة النبوية المطهرة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كل أيام التشريق ذبح“. فمن أراد أن يضحي عليه أن يلتزم بهذا التوقيت، إذ لا تصح الأضحية قبله أو بعده.

حكم ذبح الأضحية بعد فوات الوقت

من فاته وقت الأضحية المحدد شرعاً، فإن ذبيحته لا تعتبر أضحية وإنما تكون صدقة عادية. وقد أجمع العلماء على أن الذبح بعد غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة يخرج عن كونه أضحية شرعية. ويستند هذا الحكم إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من ذبح قبل الصلاة فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح باسم الله“. فالتوقيت ركن أساسي في صحة الأضحية.

شاهد أيضًا: هل يجوز الأضحية قبل صلاة العيد؟ تعرف على حكمها الشرعي

هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد

لا يجوز الذبح في اليوم الرابع من العيد، حيث حدد النبي صلى الله عليه وسلم أيام النحر في ثلاثة أيام بعد يوم العيد. وهذه الأيام هي أيام التشريق: الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة. ويجب إتمام الذبح قبل غروب شمس اليوم الثالث عشر. وهذا التحديد الزمني من محاسن الشريعة الإسلامية التي تضبط العبادات بأوقات معلومة.

شروط صحة الأضحية

عند السؤال عن متى ينتهي وقت ذبح الأضحية؟، يجب أن نعرف أولاً شروط صحتها. فيشترط أن تكون من بهيمة الأنعام (الإبل، البقر، الغنم) سليمة من العيوب كالعرج والعمى والمرض الظاهر، وأن تبلغ السن المعتبر شرعاً (خمس سنوات للإبل، سنتان للبقر، ستة أشهر للضأن، سنة للمعز).

كما يجب أن تكون مملوكة للمضحي ملكاً تاماً، ويتم ذبحها في الوقت المحدد شرعاً بنية خالصة لله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم: “أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين عرجها، والكسيرة التي لا تنقي”.

شاهد أيضًا: شروط المضحي لغير الحاج من الرجال والنساء وسنن الأضحية

آداب ذبح الأضحية

بعد معرفة متى ينتهي وقت ذبح الأضحية، من المهم الالتزام بآدابها الشرعية. فيسن للمضحي أن يبدأ بالتسمية والتكبير قائلاً “بسم الله والله أكبر“، وأن يدعو بالقبول. ومن الآداب المهمة الإحسان في الذبح باستخدام سكين حادة، مع توجيه الذبيحة للقبلة وإضجاعها على جنبها الأيسر برفق.

أما الإبل فتنحر قائمة معقولة يدها اليسرى. ويجب التأكد من قطع الأوداج الأربعة (الحلقوم والمريء والودجين) بشكل صحيح، مع تجنب إظهار السكين أمام الذبيحة قبل الذبح، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة“.

التوكيل في الأضحية

قد يحتاج بعض المسلمين لتوكيل غيرهم في الذبح. وهذا جائز شرعاً، حيث يمكن للمسلم أن يوكل شخصاً آخر في ذبح أضحيته، سواء كان جزاراً محترفاً أو غيره، بشرط أن يكون الوكيل مسلماً عارفاً بأحكام الذبح الشرعي. ويستحب حضور صاحب الأضحية إن استطاع، استناداً لحديث: “يا فاطمة، قومي إلى أضحيتك فاشهديها“.

هل يجوز الاشتراك في الأضحية؟

يختلف حكم الاشتراك باختلاف نوع البهيمة. ففي الغنم، لا يجوز اشتراك أكثر من أسرة واحدة في الشاة الواحدة، حيث تجزئ عن الرجل وأهل بيته فقط. أما في الإبل والبقر، فيجوز اشتراك سبعة أشخاص كحد أقصى، كما ثبت في حديث جابر رضي الله عنه: “نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة“.

ويشترط لصحة الاشتراك في الأضحية اتفاق النيات بين المشتركين وتحديد الأنصباء قبل الذبح، مع ضرورة أن يكون الذبح في الوقت المشروع. كما يجب أن تكون نية جميع المشتركين الأضحية أو الهدي، ولا يصح أن يكون بعضهم يريد اللحم فقط. وبهذه الشروط يتحقق المقصود الشرعي من الاشتراك في الأضحية.

شاهد أيضًاشروط وأحكام ذبح أضحية عيد الأضحى وكيفية التقسيم والتوزيع

بعد أن أجبنا عن سؤال متى ينتهي وقت ذبح الأضحية وبينا أحكامها وشروطها، نذكر أن هذه الشعيرة العظيمة فرصة للتقرب إلى الله تعالى لمن استطاع إليها سبيلاً. فلنحرص على أدائها في وقتها المحدد مع مراعاة شروطها وآدابها، سائلين الله تعالى أن يتقبل من الجميع. والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

X