بحث عن محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة وأهم إنجازاته، محمد علي باشا واحدة من أهم الشخصيات التي حكمت مصر لفترة زمنية كبيرة وقد قام بالعديد من الإنجازات والإصلاحات وعمل على تطوير المجتمع المصري من جميع النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والصناعية كما اهتم بالتعليم والصحة وغيرها مما رفع من شأن الدولة المصرية كولاية من أكبر وأعظم الولايات في تلك الفترة وهذا ما سوف نتناوله من خلال هذا البحث حول نشأة وحياة محمد على وأهم إنجازاته وأعماله وفترة حكمه في مصر.
محتويات المقال
من هو محمد علي باشا؟ وما هي نشأته؟
قد نشأ محمد علي باشا في أسرة ألبانية في شمال اليونان وبالتحديد في مدينة قولة التي تتبع محافظة مقدونيا، وقد ولد محمد علي عام 1769، وكان والد محمد علي إبراهيم أغا الذي كان يعمل كرئيس الحرس بخفارة الطريق في مدينة قولة، وكان أيضاً يعمل تاجراً في مجال التبغ، ويذكر أن محمد علي باشا كان له ستة عشر أخاً ولكن لم يعش أحد منهم وظل وحيدا في حياته.
قد نشأ محمد علي باشا على يد عمه طوسون وذلك بسبب أنه فقد والده وهو في عمر الرابعة عشر وبعد وفاة والدة قد توفت والدته وأصبح يتيم الأب والأم، وبعد ذلك قد توفى عمة طوسون أيضاً ومن هنا انتقلت مسؤولية تربيته إلي الشوربجي إسماعيل وهو كان صديق لوالده ومعه حاكم بلدته قوله، وقد دخل محمد علي إلي الجيش الألباني بفضل الشوربجي إسماعيل وقد أثبت جدارته إلي أن تقرب للحاكم وزوجته الذي زوجه من امرأة ثرية وهي أمينة هاشم التي أنجبت له ثلاثة أبناء ذكور وبنتين، وبعد ذلك قد ترأس محمد علي الجيش العثماني عند دخوله مصر.
كيف تولي محمد علي باشا ولاية العرش في مصر؟
كما ذكرنا أن محمد علي قد دخل مصر وهو زعيم للجيش العثماني، وكان هناك صراع على السلطة في مصر وكانت المماليك متواجدة ولكن كان هناك انقسامات ما بين الألفي وما بين الإنجليز وما بين العثمانيين، وشهدت مصر حالة من الفوضى في هذا الوقت وبعد فشل الحملة الفرنسية، فهنا استغل محمد علي هذه الفترة وترأس الجيش الألباني ودخل مصر، وقد شكل ذلك خطر كبير على الألفي الذي قد تولى ولاية مصر عام 1805 بعد إصدار الفرمان السلطاني الذي صدر 9 يوليو 1805.
وقد واجه محمد علي خطر آخر وهو المماليك الذين كان يرأسهم محمد بك الألفي، الذي كان يساعده الإنجليز، ففكر محمد علي في استدراجهم حتى يدخلون إلي المدينة واستغل محمد علي فرصة الاحتفال بيوم وفاء النيل وقد هجم على المماليك حتى فروا على الصعيد وتخلص منهم، وبعد ذلك قد أرسل محمد علي قوات للقضاء على المماليك في الصعيد ولكن قواته قد انهزمت، ومن هنا كان السبب وراء إصدار الفرمان السلطاني بعزل محمد علي ولكنة لم ينفذ الأمر وتمسك بسلطته.
واجه محمد علي الكثير من العقبات ومنها حملة فريزر الذي استطاع أن يهزمها ويقضي عليها ويتخلص منها، وبعدها ظهرت الزعامة الشعبية التي كان هدفها التخلص من محمد علي ولكنها فشلت أيضاً في التخلص منه، ولكن أصبح خطر المماليك قائماً ولكن محمد علي قد اتبع استراتيجية جديدة وهي التظاهر بالحب والمودة والمصالحة، وقد دبر لهم مذبحة القلعة الشهيرة الذي استطاع فيها أن يتخلص من المماليك بشكل نهائي.
فترة خدمة محمد علي باشا في السلطنة
كان محمد علي في بداية الحكم قد واجه العديد من الحملات المضادة والحروب ولكنه استطاع إخمادها، ومنها الحروب الوهابية ومحاولته ضم السودان لمصر، وحرب الموره.
جهود محمد علي باشا في بناء الدولة أثناء فترة حكمه
الجدير بالذكر أن محمد علي باشا قد قام بأعمال مهمة وعمل على بناء الدولة في الكثير من المجالات، منها بناء الدولة العسكرية، فقد قام بالنهوض بالبلاد عسكرياً فقد قام بتأسيس قوي للجيش المصري وعمل على بناء أسطول مصري قوي، وقد اهتم بالثقافة والدراسة العسكرية للشباب واشتغل على بناء وإقامة الصناعات العسكرية.
كما أنه بنى البلاد من الناحية التعليمية فقد قرر محمد علي بإرسال بعثات علمية للشباب خارج البلاد حتى يدرسون ويفهمون بشكل جيد لإفادة الدولة بعد العودة، وعمل على بناء المدارس الابتدائية والعليا، وقد نهض بالبلاد من الناحية الاقتصادية فنهض بالزراعة والصناعة والتجارة مما أحدث طفرة اقتصادية في البلاد، كما عمل على تطوير النظام الإداري للبلاد فقد أسس نظام للحكم وصنع التقسيم الإداري والتنظيم المالي.
وفاة محمد علي باشا
توفى محمد علي باشا يوم 2 أغسطس عام 1849م وقد وافق هذا اليوم 13 رمضان عام 1265ه، في قصر رأس التين بمدينة الإسكندرية وقد انتقل إلي القاهرة وتم دفنه في المسجد الذي أنشأه في قلعة المدينة.