بحث عن الإمام محمد عبده

الإمام محمد عبده

الإمام محمد عبده هو إحدى الشخصيات الدينية التي ظهرت في مصر، وكان له دور كبير في عالم الفقه والإسلام، وهو من الشخصيات والأئمة التي سعت وعملت على الدعوة والنهضة والإصلاح في العالم الإسلامي العربي، وقد ساهم مع معلمه جمال الدين الأفغاني الذي قام ببناء حركة فكرية تهدف إلي تجديد الفكر الإسلامي، وقد تم ذلك في أخر فترة في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرون.

حياة الإمام محمد عبده

الإمام محمد بن عبده بن حسن خير الله قد ولد في عام 1849 في محافظة البحيرة بمركز شبرا خيت بقرية محلة نصر، وقد ولد محمد عبدة بين أم مصرية يرجع أصلها إلي قبيلة بني عدي العربية وكان والدة تركماني، وقد التحق محمد عبده بالمدرسة في طنطا وبعد بلوغه عمر الثالث عشر قد دخل الجامع الأحمدي، وبعد ذلك قد التحق بجامع الأزهر في عام 1866، وفي عام 1877 قد حصل على الشهادة العالمية، وبعد ذلك قد شغل منصب مدرس لمادة التاريخ في مدرسة دار العلوم وذلك في عام 1882.

الإمام محمد عبده وعلاقته بالسياسة

الشيخ محمد عبده كان معروف عنه أنه لا يحب التصادم ولا الخلافات وذلك لأنه كان يتبع منهج التوجه الإصلاحي، ولكن عند حدوث ثورة أحمد عرابي والتي كانت موجهه ضد الإنجليز قد اشترك فيها الإمام محمد عبده، وعند اشتراكه بهذه الثورة قد تشكك الكثير من موقفه لأنه كان لا يشترك في مثل هذه الأحداث، وقد انتهت هذه الثورة بالفشل ومن الآثار المترتبة عليها هو الحكم بالسجن على الكثير من الشخصيات وكان منهم الإمام محمد عبده، وبعد السجن تم نفيه إلي بيروت وكانت مدة النفي ثلاث سنوات متتالية، وفي عام 1884 قد دعاة أستاذة ومعلمة السيد جمال الدين الأفغاني إلي السفر إلي باريس وبالفعل قد لبى محمد عبده الدعوة وسافر غلي باريس، ومن أهم أعماله التي قام بها هو تأسيس صحيفة باسم (العروة الوثقى)، وبعد ذلك قرر محمد عبده العودة إلي بيروت وقد عاد إلي بيروت في عام 1885، وقام بتأسيس جمعية سرية بنفس اسم الصحيفة وهي العروة الوثقى.

الإمام محمد عبده وتأثيره الثقافي في المجتمع

الإمام محمد عبده من أوائل الشخصيات التي عملت على تجديد الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وكان محمد عبده يدعو وينادي بالإصلاح في المجتمع، وكان من مؤيدين قاسم أمين في دعوته في تحرير المرأة وكان يدعمه في هذه القضية، ومن هنا عمل محمد عبده على تطويل الفكر المتراكم واجتهد في تغير طريقة تفكير المجتمع المصري، وكان له دور كبير في إحياء البعث الوطني في قلوب المصريين، وفي ظل التطور الذي مر على المجتمع المصري في هذا الوقت سعى محمد عبده في الاجتهاد في عالم الفقه حتى يواكب التطور، وذلك في مجال العلم والاقتصاد والثقافة والسياسة، والجدير بالذكر أن هناك شخصيات كثيرة تأثرت بالإمام محمد عبده مثل محمد رشيد رضا وعبد الرحمن الكواكبي وعبد الحميد بن باديس.

رأي الإمام محمد عبده في التصوف

كان للإمام محمد عبده رأي مختلف ومميز عن غيره في التصوف، بحيث قال ( قد اشتبه على بعض الباحثين في تاريخ الإسلام وما حدث فيه من البدع والعادات التي شوهت جماله السبب في سقوط المسلمين في الجهل فظنوا أن التصوف من أقوي الأسباب وليس الأمر كما ظنوا)، كما قال (أنه لم يوجد في أمة من الأمم من يضاهي الصوفية في علم الأخلاق وتربية النفوس وأنه بضعف هذه الطبقة فقدنا الدين).

حياة الإمام محمد عبده بعد انتهاء الثورة العرابية

الإمام محمد عبده عمل بالتدريس في المدرسة السلطانية وذلك في عام 1886، وقد تزوج من زوجة ثانية في بيروت وقد قام بذلك بعد وفاة زوجته الأولي، وقد قام الخديوي توفيق بإصدار قرار العفو عن محمد عبده وأمر بعودته إلي مصر في عام 1889، وجاء سبب العفو من خلال وساطة كل من نازلي فاضل وسعد زغلول على اللورد كرومر لكي يعطى أمراً للخديوي توفيق باتخاذ هذا القرار، ولكن كان هناك شرط للورد كرومر بأن عودة محمد عبده إلي مصر مرتبطة بعدم عمله بالسياسة، والجدير بالذكر أن محمد عبده بعد عودته إلي مصر قد شغل منصب مفتي الديار المصرية في عام 1899.

وفاة الإمام محمد عبده

توفى الإمام محمد عبده في مدينة الإسكندرية بعد أن أصابه مرض السرطان وعانى كثيراً حتى توفى في الحادي عشر من شهر يوليو عام ألف وتسعمائة وخمسة وتم دفنه بمدينة القاهرة.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

X