اللحية سنة أم فرض.. آراء المذاهب الأربعة والعلماء

اللحية سنة أم فرض

يختلف العلماء في تحديد اللحية سنة أم فرض، فمنهم من يرى إنها فريضة على كل مسلم، ومنهم من يرى العكس، واللحية هي الشعر الذي ينمو على الذقن والخدين والفك وهي تعتبر سنة في الإسلام، وكل فريق من العلماء لديه أدلة يستشهد به على وجوب أو سُنة اللحية عند الرجال، وسوف نعرض لكم عبر السطور القادمة أهم هذه الأدلة لكي تتمكنوا من الاختيار بأنفسكم من كلا الرأيين.

اللحية سنة أم فرض

إعفاء اللحية سنة أم فرض من الأمور التي اختلف عليها كثير من العلماء، كما اختلف عليها الأئمة الأربعة، وهناك ثلاثة أقوال مختلفة للعلماء وهم كالتالي:

  • الرأي الأول: يرى إن أعفاء اللحية واجب وفرض على كل مسلم، واستدالوا على رأيهم بقول النبي محمد ﷺ “خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب”، ولهذا يروا إن إعفاء اللحية فيه مخالفة للكفار والمشركين وبالتالي يجب إعفائها.
  • الرأي الثاني: يرى إن إعفاء اللحية أمر مستحب ولكنه ليس فرض، واستدلوا على قولهم بحديث أبي هريرة رضي الله عنه “الفطرة خمسٌ: الاختِتان والاستِحداد وقصُّ الشاربِ وتقليمُ الأظفار ونتف الإبْط”.
  • الرأي الثالث: يرى هذا الرأي إن إعفار اللحية ليس فرض وليس أمر مستحب، ولكنها مجرد عادات عند المسلمين.

حكم حلق اللحية في المذاهب الأربعة

الأئمة الأربعة في الفقه الإسلامي هم أبو حنيفة النعمان، ومالك بن أنس، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وقد اختلف هؤلاء الفقهاء فيما يتعلق بحكم اللحية في الإسلام، فمنهم من قال بأنها سنة مؤكدة ومنهم من قال بأنها فرض، وهذه آرائهم:

  • المذهب الحنفي: يرى الحنفية إن حلق اللحية حرام شرعاً، وإعفاء اللحية فرض وواجب، وإن من يفعل ذلك يكون متشبه بالنساء، وقد قال الرسول ﷺ لعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء.
  • المذهب المالكي: أيضاً يرى المالكية إن حلق اللحية مكروه وإعفائها أمر واجب على كل مسلم.
  • المذهب الشافعي: يرى الشافعية إن حلق اللحية أمر مكروه ولكنه ليس حرام.
  • المذهب الحنبلي: يرى الحنابلة إن حلق اللحية حرام شرعاً، وإعفاء اللحية فرض وواجب.

وبشكل عام، فإن الأفضلية في جميع المذاهب هي الحفاظ على اللحية وعدم حلقها بشكل كامل، وتقليمها أو تخفيف طولها إذا لزم الأمر.

آراء العلماء في اللحية سنة أم فرض

يرى العلماء المسلمون بشكل عام أن اللحية سنة مؤكدة، وأنه ينبغي للرجل المسلم الحفاظ عليها وتركها، وخاصة إذا كانت لحية كاملة وكثيفة، ويستند هذا الرأي إلى العديد من الأدلة الشرعية، بما في ذلك الأحاديث النبوية التي حثت على ترك اللحية، وهذه بعض آراء علماء الإسلام ومنهم:

  • محمد أبو زهرة: يرى هذا العالم إن العلماء قد قسموا أفعال النبي ﷺ إلى ثلاثة أقسام، أولها أعمال تتصل ببيان الشريعة، وثانيها أفعال خاصة بالنبي ﷺ، وثالثها أعمال بفعلها النبي بمقتضى العادات الجارية آن ذاك، ومن ضمنهم اللحية، وبالتالي يرى العالم إنها غير واجبة على المسلمين.
  • النووي: قال الإمام ما نصه “المختار ترك اللحية على حالها وألا يتعرض لها بتقصير شيء أصلا، والمختار في الشارب ترك الاستئصال والاقتصار على ما يبدو به طرف الشفة”.
  • ابن القيم: يرى إن قص اللحية أمر مكروه وتركها واجب.

وبناءً على الأدلة الشرعية عن اللحية سنة أم فرض وآراء الأمة الأربعة والعلماء المسلمين، فإن اللحية تعد سنة مؤكدة في الإسلام، وينبغي للرجل المسلم الحفاظ عليها وتركها، وذلك حرصاً على الالتزام بتعاليم الإسلام والحفاظ على السمات الرجولية التي يتميز بها المسلمون، ومع ذلك، فإن هذا الأمر يتعلق بمسألة فقهية تختلف فيها الآراء بين العلماء.

ومن الجدير بالذكر أن الالتزام بترك اللحية ليس شرطاً لصحة الإيمان أو العبادة، ولا يجعل الشخص عاصياً إذا اختلف فيها بعض المسلمين، وينبغي على المسلمين التركيز على الأمور الأساسية في الإسلام والعمل على تحقيق القيم الأخلاقية والروحانية التي تحث عليها الدين، والتي تتطلب من الإنسان التزاماً شاملاً بتعاليم الإسلام وممارسة العبادات والأعمال الصالحة.

قد يهمك أيضًا: هل النقاب فرض أم مستحب؟.. رأي المذاهب الأربعة

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

X